موعد مباريات اليوم 24-08-2025 والقنوات الناقلة

24 أغسطس 2025 - 1:01 ص

رغم أن الزمن قد فرّق بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أن مباريات ريال مدريد وريال أوفييدو في الدوري الإسباني كانت يومًا ما من أبرز المواجهات في كرة القدم الإسبانية. هذه اللقاءات كانت تعكس صراعًا بين قطب كروي عظيم في العاصمة، ونادٍ عنيد من الشمال الإسباني يحمل طابعًا خاصًا وتاريخًا مليئًا بالفخر، رغم قلة الألقاب. في هذا المقال نستعرض التاريخ الكامل للمواجهات بين ريال مدريد وريال أوفييدو، ونغوص في عمق هذه المنافسة التي اختفت من الواجهة لكنها ما زالت محفوظة في ذاكرة الجماهير العاشقة للكرة الكلاسيكية.

خلفية تاريخية عن الفريقين

ريال مدريد، النادي الذي لا يحتاج إلى مقدمات، تأسس عام 1902، ويُعدّ من أعمدة كرة القدم العالمية. حصد العديد من البطولات المحلية والأوروبية، وأنتج أجيالًا من الأساطير مثل دي ستيفانو، زيدان، رونالدو، كريستيانو وغيرهم. ريال مدريد دائمًا ما مثّل رمزًا للهيمنة والسيطرة في الليغا.

على الجانب الآخر، ريال أوفييدو، نادي تأسس عام 1926 في مدينة أوفييدو الواقعة بإقليم أستورياس شمال إسبانيا، ويمتلك تاريخًا عريقًا، شارك في أكثر من 35 موسمًا في الدوري الإسباني الدرجة الأولى، خاصة في منتصف القرن العشرين، وخرّج عددًا من اللاعبين الكبار مثل ميشيل ومارتينيز وفيرناندو هييرو (الذي لاحقًا لعب لريال مدريد).

البداية: أولى اللقاءات في الثلاثينيات

بدأت أولى مواجهات الفريقين في الدوري الإسباني في الثلاثينيات من القرن الماضي، حين كان ريال أوفييدو في أوجه، ينافس على مراكز متقدمة، بينما كان ريال مدريد ما يزال يبني مجده الكبير. في تلك المرحلة، كانت النتائج متقاربة، بل إن أوفييدو حقق انتصارات مفاجئة على الميرينغي، خاصة في ملعبه المعروف آنذاك بـ”كاستيانون”.

خلال تلك الحقبة، شهدت المباريات إثارة كبيرة، وكانت الغلبة فيها غير محسومة سلفًا كما هي عليه الحال في السنوات الأخيرة، حيث دخل ريال أوفييدو بقوة في المنافسة بفضل خط هجومه القوي ولعبه الجماعي.

فترة ما بعد الحرب الأهلية: التحولات الكبرى

بعد الحرب الأهلية الإسبانية، تغيرت ملامح كرة القدم في إسبانيا، وبدأ ريال مدريد تدريجيًا في فرض سطوته على الكرة الإسبانية. لكن ريال أوفييدو بقي منافسًا عنيدًا، وقدم مباريات قوية أمام الريال، خصوصًا على ملعبه “كارلوس تارتيري”.

في هذه الفترة، بدأ ريال مدريد في تعزيز صفوفه بلاعبين كبار، وشهد النادي مرحلة بناء قوية بقيادة سانتياغو برنابيو، ما جعله ينتصر في أغلب المواجهات، لكن رغم ذلك، لم يكن الفوز على أوفييدو سهلًا أبدًا، وظل هذا الفريق شوكة في حلق الكبار.

الخمسينيات والستينيات: المجد المدريدي والصمود الأوفييدوي

في فترة الخمسينيات والستينيات، ومع بداية عصر دي ستيفانو وبوشكاش، بدأ ريال مدريد يهيمن على الدوري الإسباني، وحقق انتصارات ساحقة في بعض مواجهاته مع أوفييدو. لكن المفارقة أن أوفييدو كان من بين الفرق القليلة التي أحرجت ريال مدريد على ملعبها عدة مرات، وفرضت عليه التعادل أو الهزيمة في بعض المناسبات النادرة.

ورغم أن أوفييدو لم يكن ينافس على اللقب، إلا أنه ظل محافظًا على أسلوب لعبه الهجومي، مما جعل مواجهاته مع الريال ممتعة ومفتوحة.

التراجع التدريجي لأوفييدو

بدءًا من السبعينيات، بدأت ملامح التراجع تظهر على ريال أوفييدو، سواء من حيث الإمكانيات المالية أو التنافسية. ومع ذلك، استمر تواجده في الليغا بين الحين والآخر، وتكررت مواجهاته مع ريال مدريد، لكنها فقدت بريقها شيئًا فشيئًا، خاصة مع تفوق الريال الدائم.

بحلول التسعينيات، أصبح أوفييدو فريقًا يصارع للبقاء، بينما واصل الريال ملاحقة الألقاب المحلية والقارية. وعلى الرغم من قلة عدد المواجهات، فإن بعضها شهد مفاجآت، مثل تعادلات صعبة وانتقادات لأداء الريال حين عجز عن هزيمة أوفييدو بسهولة.

أبرز اللقاءات بين الفريقين

  1. مباراة موسم 1949-1950: فاز ريال أوفييدو بنتيجة كبيرة على ملعبه، في مباراة اعتبرت من المفاجآت الكبرى آنذاك.

  2. لقاء موسم 1990-1991: تعادل ريال أوفييدو مع الريال بنتيجة 2-2 في مباراة مثيرة شهدت تألق حارس أوفييدو وتصدياته البطولية.

  3. موسم 2000-2001: كان من آخر المواسم التي لعب فيها أوفييدو في الليغا قبل الهبوط، وخسر أمام الريال بنتائج متقاربة لكن دون أداء سيء.

انقطاع طويل في اللقاءات

منذ بداية الألفية الجديدة، وتحديدًا بعد هبوط ريال أوفييدو من الدرجة الأولى في موسم 2000-2001، لم يلتقِ الفريقان في الدوري الإسباني مرة أخرى. ومعاناة أوفييدو المالية والإدارية جعلته يهبط حتى الدرجة الثالثة، بينما واصل ريال مدريد التحليق في أعلى مستويات كرة القدم.

لكن عودة أوفييدو إلى الدرجة الثانية وإعادة هيكلة الفريق اقتصاديًا جعلت البعض يتطلع إلى إمكانية صعوده مجددًا ومشاهدة هذه المواجهة الكلاسيكية من جديد.

تحليل فني للمواجهات

من الناحية الفنية، كانت مباريات الفريقين دائمًا تحمل طابعًا هجوميًا. ريال مدريد يهاجم بكثافة ويمتلك السيطرة، في حين كان أوفييدو يعتمد على المرتدات والتنظيم الدفاعي. الاختلاف في الفلسفة واضح: الريال يلعب بأسلوب يعتمد على النجوم والضغط العالي، وأوفييدو يلعب كفريق جماعي، يتمسك بالأمل في خطأ أو لحظة ارتباك.

إرث المواجهة

رغم أن الجماهير الشابة لم تعش تلك المواجهات، فإن كبار السن من مشجعي الفريقين يذكرونها جيدًا، ويصفونها بأنها كانت معارك حقيقية في أرض الملعب، خاصة حين يلعب أوفييدو على أرضه. مواجهة كانت تمثل تحديًا كبيرًا للنادي الملكي، وبابًا للشهرة لنادي الشمال.

هل تعود المواجهة من جديد؟

اليوم، يعيش ريال مدريد في عالم مختلف من الاحترافية، الأموال، البطولات الكبرى، والنجومية العالمية. أما ريال أوفييدو، فهو يحاول العودة إلى دائرة الضوء من خلال مشروع رياضي هادئ وطموح.

ورغم أن المواجهة بينهما لم تعد حاضرة في جدول الليغا، إلا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل. وربما تعود هذه المباراة يومًا ما، ليست فقط لإحياء ذاكرة المجد، بل لإعطاء جيل جديد من الجماهير فرصة لرؤية ما كانت عليه أيام كرة القدم الحقيقية: صراع بين الكبار والفرق الطموحة التي تلعب من القلب.