موعد مباريات اليوم 09-08-2025 والقنوات الناقلة

يُعد الترجي الرياضي التونسي أحد أعرق وأقوى الأندية في تاريخ كرة القدم التونسية والإفريقية، إذ يتمتع بتاريخ طويل ومليء بالإنجازات المحلية والقارية، بينما يُعد الملعب القابسي، المعروف أيضًا بالرياضي بقابس، أحد الأندية التونسية الطموحة التي سعت دائمًا إلى فرض نفسها في دوري الدرجة الأولى، رغم محدودية الموارد والتاريخ مقارنة بالكبار.
وعلى الرغم من الفارق الكبير في التاريخ والألقاب بين الفريقين، فإن المباريات التي جمعت بين الترجي الرياضي التونسي والرياضي بقابس لم تكن تفتقر إلى الندية والإثارة في كثير من الأحيان، خاصة حين تقام على أرضية ملعب قابس، حيث تلعب العوامل الجماهيرية والميدانية دورًا في إضفاء طابع خاص على اللقاء.
بداية المواجهات: عقود من الهيمنة الترجيّة مع محاولات قابسية للصمود
ظهرت أولى المواجهات بين الفريقين في إطار الرابطة التونسية المحترفة الأولى بداية من العقد الأول من الألفية الثانية، وذلك بعد أن نجح الملعب القابسي في التأهل إلى دوري الدرجة الأولى بعد سنوات طويلة في الأقسام السفلى. ومنذ أول لقاء بين الفريقين، كانت الترجيّة تمثل دائمًا الطرف الأقوى، بما تملكه من لاعبين دوليين وجهاز فني متكامل وخبرة طويلة في مثل هذه المباريات.
اللقاء الأول بين الفريقين عادة ما كان يحمل طابعًا خاصًا بالنسبة لجمهور الملعب القابسي، الذي كان يرى في مواجهة الترجي فرصة ذهبية لاختبار إمكانيات فريقه أمام العملاق الأحمر والأصفر. أما بالنسبة للترجي، فغالبًا ما كان ينظر لهذه المواجهات كجزء من جدول طويل يسعى من خلاله لحصد النقاط دون مفاجآت.
ومع تكرار المواجهات، بدأت ملامح “الندية الجزئية” تظهر. ففي بعض المباريات، قدّم الملعب القابسي أداءً لافتًا، بل وتمكن أحيانًا من اقتناص تعادلات ثمينة، وأحيانًا نادرة من تسجيل انتصارات تاريخية شكلت لحظات فارقة في مسيرته القصيرة بدوري الأضواء.
مباريات لا تُنسى: تعادل بطعم الفوز وانتصارات تاريخية
رغم أن الترجي كان عادة ما يحسم الأمور لصالحه، إلا أن بعض المواجهات ظلت راسخة في أذهان الجماهير، سواء في قابس أو تونس العاصمة.
على سبيل المثال، واحدة من أبرز المواجهات كانت في موسم شهد صراعًا قويًا في وسط الترتيب، حيث فاجأ الملعب القابسي الجميع بتقديمه أداءً قتاليًا أمام الترجي، وتمكن من فرض التعادل أو حتى الفوز في بعض المناسبات. هذه المباريات كانت بمثابة “كأس محلية” لجماهير قابس، وخصوصًا حين تكون النتيجة على أرضهم.
في إحدى المواسم، خطف الملعب القابسي تعادلًا قاتلًا في الدقائق الأخيرة، وسط احتفالات جنونية في مدرجات ملعب قابس، واعتبر هذا التعادل كأنه “انتصار حقيقي”، لأنه جاء على حساب فريق بحجم الترجي الذي لا يُمنح النقاط بسهولة.
أما الترجي، فعادة ما كان يحسم الأمور حين تُقام المباريات في رادس أو المنزه، حيث تزداد قوته، ويظهر الفارق الحقيقي في الإمكانيات. كانت بعض الانتصارات تصل إلى ثلاثة أو أربعة أهداف دون رد، وهي نتائج تعكس الفارق بين الفريقين، لكنها لم تكن تقلل من عزيمة الفريق القابسي الذي كان يسعى على الأقل لتقديم أداء مشرّف.
التحولات في مستوى الفريقين وتأثيرها على اللقاءات
خلال العقد الماضي، شهد الفريقان مسارات مختلفة بشكل واضح. الترجي استمر في حصد الألقاب، سواء المحلية أو القارية، بينما ظل الملعب القابسي يعاني بين البقاء في الرابطة الأولى والهبوط، حتى أنه قضى بعض المواسم في الدرجة الثانية.
ومع تراجع مستوى الفريق القابسي، قلّت عدد المواجهات الرسمية بين الفريقين في الرابطة الأولى، لكن الذكريات التي خلّفتها اللقاءات الماضية ظلت عالقة. وكان جمهور الترجي يتعامل مع هذه المباريات على أنها فرصة لتأكيد التفوق المحلي، بينما اعتبرها جمهور قابس تحديًا لإثبات الوجود أمام الأندية الكبرى.
مقارنة فنية وتكتيكية بين الفريقين
من الناحية الفنية، الترجي لطالما امتلك الأفضلية. في معظم المباريات، كان يستحوذ على الكرة، ويفرض إيقاعه، بينما يلجأ الفريق القابسي إلى الدفاع المنظم ومحاولة استغلال الهجمات المرتدة. ومع ذلك، فإن بعض المواسم شهدت أداءً جريئًا من الملعب القابسي، حيث حاول مجاراة الترجي لعبًا وتنظيمًا، وهو ما يبرز الطموح الكبير لدى هذا الفريق، رغم التحديات المادية والفنية.
جماهير الفريقين: روح المنافسة والاحترام
تُعرف جماهير الترجي بالولاء الكبير والضغط المستمر على الفريق لتحقيق الفوز دائمًا، بغض النظر عن هوية الخصم. أما جماهير الملعب القابسي، فهي تمتاز بالعاطفة والانتماء الشديد، وتعتبر مواجهات الترجي “موسمًا كرويًا خاصًا” لا يتكرر كثيرًا، مما يخلق أجواءً حماسية خاصة في كل مرة يلتقي فيها الفريقان.
رغم الأجواء الجماهيرية الحماسية، إلا أن العلاقة بين جماهير الفريقين اتسمت عمومًا بالاحترام المتبادل، دون وجود احتقان كبير، وهو أمر يحسب للكرة التونسية.
مواجهات من نوع خاص رغم الفوارق
رغم أن الكفة تميل بشكل واضح نحو الترجي الرياضي التونسي من حيث النتائج، الألقاب، والأسماء التي مرت على الفريق، إلا أن مواجهاته ضد الملعب القابسي ظلت تحمل نكهة خاصة في تاريخ الكرة التونسية. هي مواجهات تُلخص كيف يمكن للفرق الصغرى أن تحلم، أن تقاوم، وأن تترك بصمتها ولو في لحظات قليلة وسط هيمنة الكبار.
تاريخ لقاءات الفريقين هو انعكاس لواقع الكرة التونسية: قمة واضحة، وطموح دائم من فرق تبحث عن مكانٍ بين الكبار. وبينما قد لا تتكرر اللقاءات كثيرًا في المستقبل بسبب التباين في المسارات، فإن كل مواجهة جمعت بين الترجي والملعب القابسي تظل شاهدة على قصة كروية ممتعة تستحق أن تُروى.
تعليقات الزوار ( 0 )