فرانكو ماسترانتونو يثبت جدارته في التشكيلة الأساسية لريال مدريد
لم يمضِ وقت طويل قبل أن يبرز فرانكو ماسترانتونو في عالم كرة القدم الاحترافية، ليصبح أصغر هداف في تاريخ ريفر بليت وأصغر هداف في مباراة سوبر كلاسيكو، وهو فريقٌ لا يخلو من مواهب شابة رائعة. هذا الصيف، أبدى باريس سان جيرمان اهتمامه به، ووقع ريال مدريد معه عقدًا لمدة ست سنوات بعد تفعيل شرطه الجزائي البالغ 45 مليون يورو.
أكمل ماسترانتونو 40 تمريرة من أصل 45 تمريرة (إحداها تمريرة حاسمة)، وصنع فرصة حاسمة، وكاد أن يُسجل أول تمريرة حاسمة له في الدوري الإسباني، لكن تسديدة مبابي ذهبت بعيدًا. كما قام بثلاث تدخلات، وحصل على ثلاث أخطاء، وأكمل ستًا من مراوغاته التسع، وفاز في 12 من أصل 20 مواجهة أرضية. في حين أن الأهداف الرائعة التي سجلها مبابي وإيدر ميليتاو سرقت الأنظار بلا شك، إلا أن ماسترانتونو لعب دورًا رئيسيًا في سلسلة انتصارات ريال مدريد المكونة من ست مباريات في بداية موسم 2025/26. وعلى الرغم من أنه ليس لاعبًا رئيسيًا في خط الوسط، إلا أن رؤية ماسترانتونو ودقته وبعد نظره ملأت الفراغ الإبداعي الذي تركه رحيل لوكا مودريتش إلى ميلان. وقد أكسبت هذه الصفات اللاعب الشاب محبة ألونسو ورسخته كشخصية موثوقة ورئيسية في العاصمة الإسبانية، حتى أنه لعب إلى جانب أمثال فينيسيوس جونيور ورودريجو وجولر. ومع عودة جود بيلينجهام، واجه ماسترانتونو منافسة جديدة حيث كافح للحفاظ على مكانه الأساسي ومواصلة لعب دور حيوي لريال مدريد، لكن حظوظه لم تتحسن.
وعلى عكس أردا جولر ورودريجو جوس، اللذين تم استبعادهما من تشكيلة منتصف الأسبوع، ظل ماسترانتونو في التشكيلة الأساسية وقدم أفضل أداء له حتى الآن. كان ماسترانتونو يسعى باستمرار للاستحواذ على الكرة وتمريرها، محافظًا على تركيزه، سواءً مع الكرة أو بدونها، مُبديًا رغبةً في التراجع إلى العمق لكسبها، وهي مهارةٌ يفتقر إليها لاعبون مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور. ومثل لاعبين مثل مويسيس كايسيدو ولالاس أبو بكر وريان غرافينبيرش، يتفوق ماسترانتونو في استلام الكرة والالتفاف والتحكم في الضغط. مركز ثقله المنخفض وقطر دورانه المذهل غالبًا ما يُجبرانه على ارتكاب أخطاء.
تجلى هذا الأداء المتميز في مناسبات عديدة، مثل عندما سيطر على تمريرة داخل منطقة الجزاء، مُمسكًا بالكرة بين لاعبين يرتديان القميص الأزرق، وراوغ روبرتو فرنانديز بذكاء بكتفه القطري، لكنه وجد عرضيته المنخفضة بعيدة عن المرمى. في حين أن ماسترانتونو لم يُثبت نفسه بعد كلاعب هجومي، إلا أنه أظهر تأثيرًا ملحوظًا كصانع ألعاب. يستطيع التراجع إلى العمق وتمرير الكرة بسرعة، مما يُسرّع الاستحواذ على الكرة، وهو ما كان بطيئًا في السابق تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.
على الرغم من انضمامه إلى ريال مدريد منذ شهر واحد فقط، إلا أنه يبدو منسجمًا مع تحركات زملائه، ويترجمها بدقة من خلال تمريرات بينية دقيقة. لقد كانت قدرته على الركض السريع بحرية والهدوء في حمل الكرة للأمام أمرًا بالغ الأهمية في مساعدة ريال مدريد على اختراق دفاعات الخصم وإظهار قوتهم في اللحظات الأخيرة.
ظهر ماسترانتونو لأول مرة مع الأرجنتين ضد تشيلي، حيث لعب إلى جانب لاعبين كبار مثل ليونيل ميسي وإميليانو مارتينيز وجوليان ألفاريز. ثم سافر إلى الولايات المتحدة، حيث لعب جميع مباريات ريفر بليت الثلاث في كأس العالم للأندية قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة. سرعان ما أقنع المدرب الجديد تشابي ألونسو بإمكانياته مع الفريق الأول. في 14 أغسطس، وهو عيد ميلاده الثامن عشر، ظهر ماسترانتونو لأول مرة مع ريال مدريد، وحصل على القميص رقم 30 الذي كان يرتديه في ريفر بليت. بعد خمسة أيام، خاض ماسترانتونو مباراته الأولى مع ريال مدريد، حيث دخل بديلاً لإبراهيم دياز في الدقيقة 68 في مباراة الفوز على أرضه على أوساسونا (1-0).
بعد اختبار قصير لمواهب النجم الأرجنتيني، قرر ألونسو إشراكه في مركز الجناح الأيمن في المباراتين التاليتين، ضد ريال أوفييدو ومايوركا. بعد إراحته بعد فترة التوقف الدولي ضد ريال سوسيداد، ولعبه في مباراتي الأرجنتين في تصفيات كأس العالم، عاد ماسترانتونو إلى التشكيلة الأساسية ضد مارسيليا، مع دخول فينيسيوس جونيور ودياز كبديلين. بهذه الخطوة، حطم رقم إنديريكي القياسي كأصغر لاعب أجنبي يبدأ أساسيًا مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، ليصبح أصغر لاعب أجنبي يبدأ أساسيًا في تاريخ النادي.

تعليقات الزوار ( 0 )