استراتيجية أرتيتا لبناء الفريق: لمحة عن رحلة إعادة بناء أرسنال

اتسم نهج ميكيل أرتيتا في بناء الفريق في أرسنال بالدقة والصبر والدقة، مع تركيز خاص على الفطنة التكتيكية والانضباط المالي. فبدلاً من الاعتماد على التعاقدات مع النجوم أو الحلول المؤقتة، يُعطي نموذجه في التوظيف والتطوير الأولوية للاستدامة والتنوع والتحكم. وكانت النتيجة فريقًا شابًا يتمتع بكفاءة فنية عالية، وقادرًا على المنافسة بثبات في جميع المسابقات.
التوزيع العمري وتعديلات التشكيلة
من أبرز سمات خطة أرتيتا لإعادة البناء الانخفاض الكبير في متوسط أعمار الفريق. فلاعبون مثل مارتن أوديغارد، وغابرييل مارتينيلي، وويليام ساليبا، وبوكايو ساكا، جميعهم دون سن 25 عامًا، ومع ذلك فقد حصلوا على وقت لعب كافٍ ومسؤولية كبيرة. حوّل النادي تركيزه من اللاعبين الأكبر سنًا ذوي الرواتب العالية إلى أصول طويلة الأجل ذات إمكانات إعادة بيع ونمو.
وعند الضرورة، تم الاحتفاظ بلاعبين ذوي خبرة مثل توماس بارتي أو جورجينيو لتحقيق التوازن في عملية الانتقال. ولكن حتى هؤلاء اللاعبين مُصممون بوضوح لأداء أدوار تكتيكية محددة أو دعم نضج الفريق، بدلاً من الهيمنة على هيكل الأجور أو التشكيلة الأساسية إلى أجل غير مسمى.
دمج الأكاديمية والتطوير الداخلي
ومن العوامل الرئيسية الأخرى توافر المواهب في هيل إند. فتألق ساكا معروف، لكن لاعبين مثل إميل سميث رو، وريس نيلسون، وإيدي نكيتياه ساهموا جميعًا كلاعبين في الفريق الأول أو أساسيين. يمنح أرتيتا اللاعبين الشباب فرصًا باستمرار من خلال مطالبتهم باستيفاء معايير تكتيكية وبدنية محددة. ومع أن سقف التوقعات مرتفع، إلا أن الطريق لا يزال مفتوحًا على مصراعيه.
كما يُخفف هذا التطوير الداخلي الضغط على إنفاق الانتقالات، مما يسمح للنادي بالاستثمار بشكل انتقائي واستراتيجي في المراكز الرئيسية بدلاً من سد الثغرات باستمرار.
الاستراتيجية المالية وتوقيت السوق
مع أن نموذج عمل أرسنال ليس نموذجًا محدود الموارد، إلا أن إنفاقهم في عهد أرتيتا وإيدو كان أكثر تحفظًا مما كان عليه في بدايات ملعب الإمارات أو مقارنةً بمنافسين مثل تشيلسي. يركز الإنفاق الأولي على المشاريع طويلة الأجل بدلًا من الإنفاق الباذخ. حتى في ظل منافسة محتدمة على عروض اللاعبين، سيختار أرسنال الانسحاب إذا لم تتوافق الصفقة مع خططه المالية والتكتيكية العامة.
تجديد العقود أمر بالغ الأهمية أيضًا: فتوقيع عقود طويلة الأجل مع لاعبين أساسيين مثل صليبا وساكا ومارتينيلي لا يوفر الاستقرار فحسب، بل يعزز أيضًا موقف النادي التفاوضي.
التطلع إلى المستقبل
أصبح فريق أرسنال الآن متوازنًا ومرنًا تكتيكيًا، قادرًا على المنافسة محليًا وأوروبيًا. ومن المرجح أن تركز المرحلة التالية من تعديلات القائمة على تحسين أداء اللاعبين بدلًا من إجراء إصلاح شامل. قد لا تزال مجالات مثل تدوير المهاجمين، وتعزيز خط الوسط الأيسر، وزيادة التنوع في خط الوسط تتطلب اهتمامًا، لكن العمل الجاد قد أُنجز بالفعل.
لطالما ارتكزت خطط أرتيتا على تحقيق مكاسب هامشية وهيكلة طويلة الأمد، بدلاً من تحقيق أهداف كبرى. تعكس استراتيجيته في بناء الفريق التزام النادي بالعمل الجاد بدلاً من الاستجابة للضغوط.
التمركز التكتيكي وتعريف الأدوار
أولوية أرتيتا الأولى هي بناء هوية كروية واضحة: نظام خط وسط قائم على الاستحواذ المنظم، والضغط الهجومي، وبناء مرن للهجمات. منذ عام 2020، عكست كل فترة انتقالات نهجًا صارمًا بشكل متزايد في اختيار اللاعبين الذين لا يلتزمون بهذا النموذج فحسب، بل يمتلكون أيضًا القدرة على العمل في مراحل متعددة من اللعبة.
ركزت جهود الفريق في التوظيف بشكل كبير على اللاعبين ذوي الوعي المكاني القوي، والتقدم السلس بالكرة، والتنوع التمركزي. بدءًا من انتقال بن وايت من قلب الدفاع إلى الظهير الأيمن، إلى دور أوليكساندر زينتشينكو كظهير مقلوب، وصولًا إلى تحول كاي هافرتز إلى لاعب خط وسط متأخر، يُعطي الفريق بوضوح الأولوية للمرونة الوظيفية على الأدوار التقليدية.
ترقية مستهدفة وتوافق ثقافي
خلال فترة الانتقالات الأخيرة، أبرم آرسنال صفقات حاسمة عندما سنحت له فرص ترقية مناسبة. على سبيل المثال، لم يكتفِ ديكلان رايس بتعزيز خط الوسط، بل لعب أيضًا دورًا قياديًا حاسمًا وركيزة استراتيجية في التحولات الدفاعية وهياكل الضغط. وبالمثل، يُظهر انضمام ديفيد رايا تفضيلًا لحراس المرمى القادرين على التحكم في إيقاع اللعب وتوزيعه تحت الضغط، حتى لو تطلب ذلك تعطيل أداء لاعبهم الأساسي السابق.
يُولي أرتيتا وإيدو الأولوية أيضًا للفردية والعقلية. ومن المتوقع أن تتوافق الصفقات الجديدة مع ثقافة النادي الداخلية ومساره. على سبيل المثال، تم التعامل مع رحيل غرانيت تشاكا بطريقة تحترم مساهمته، مع إفساح المجال لخط وسط أكثر تماسكًا تكتيكيًا ونظرة مستقبلية.
تعليقات الزوار ( 0 )