موعد مباريات اليوم 14-08-2025 والقنوات الناقلة

14 أغسطس 2025 - 1:01 ص

حينما يلتقي منتخبا المغرب وزامبيا في إطار بطولة أمم إفريقيا للمحليين (الشان)، فإن الأمر يتجاوز حدود مباراة عادية في دورٍ من أدوار البطولة. هذه المواجهة تعكس التحدي القاري بين مدرستين كرويتين متمايزتين: شمال إفريقيا ممثلة في المغرب، وجنوب القارة ممثلًا في زامبيا.

المغرب، البلد الذي شهد تطورًا هائلًا في الكرة المحلية، لا سيما من خلال فرق مثل الوداد والرجاء ونهضة بركان، يدخل بطولة الشان بطموحات لا تقل عن الفوز باللقب. بينما زامبيا، بتاريخها الأفريقي القوي، وإن لم تكن بنفس البريق في السنوات الأخيرة، فإنها دائمًا ما تكون ندًا صعبًا.

التاريخ بين المنتخبين المحليين: تقابل محفوف بالندية

بطولة أمم إفريقيا للمحليين تختلف عن البطولات الإفريقية الكبرى لأنها تعتمد فقط على اللاعبين المحليين الذين ينشطون داخل الدوريات الوطنية، ما يعطي بُعدًا مختلفًا للمواجهات، ويركز الضوء على الخامات الصاعدة.

المغرب وزامبيا تقابلا في أكثر من مناسبة داخل هذه البطولة، ولعل أبرز مواجهة بينهما جاءت في نسخة 2020 بالكاميرون، حينما التقى الفريقان في دور ربع النهائي، وقدم المنتخب المغربي عرضًا قويًا أنهى به اللقاء لصالحه بنتيجة 3-1.

تلك المباراة لم تكن مجرد فوز رقمي، بل كانت رسالة واضحة من “أسود الأطلس” المحليين بأنهم في طريقهم للتتويج بالبطولة، وهو ما تحقق لاحقًا، إذ تُوّج المغرب باللقب بعد أداء مميز.

أما منتخب زامبيا المحلي، فقد دخل تلك المباراة بثقة، خاصة وأنه يمتلك تاريخًا محترمًا في الشان، لكنه اصطدم بفريق منظم، تكتيكيًا وفنيًا، يضم لاعبين لديهم خبرات كبيرة في الدوري المغربي القوي.

المغرب: البنية التحتية تثمر عن منتخب محلي قوي

ما يميز المغرب في بطولة الشان أنه لا يعتمد فقط على الأسماء، بل على مشروع متكامل. الاتحاد المغربي لكرة القدم استثمر بشكل كبير في تطوير البنية التحتية والملاعب، إلى جانب مراكز التكوين.

اللاعبون المحليون الذين يظهرون في الشان يكونون في العادة أعمدة رئيسية في أندية تنافس على البطولات الإفريقية، ما يمنحهم ثقلًا مختلفًا مقارنة بباقي المنتخبات.

في تلك المباراة ضد زامبيا، شاهدنا أسماء مثل سفيان رحيمي، الذي تألق بشكل كبير وسجّل أهدافًا حاسمة، وهو ما جعله فيما بعد واحدًا من أبرز المحترفين في الخليج.

زامبيا: كرة موهوبة تسعى للاستمرارية

منتخب زامبيا دائمًا ما يمتاز بـالقوة البدنية والسرعة، وهي سمات تقليدية للكرة في جنوب القارة. ورغم أن الدوري الزامبي ليس بنفس شهرة وقوة دوريات شمال إفريقيا، إلا أنه لا يخلو من المواهب.

أداء زامبيا في الشان يعكس تحديًا واضحًا في كل نسخة يشاركون فيها، ورغبة في العودة إلى الواجهة القارية، خاصة بعد تراجع حضورهم في كأس الأمم الإفريقية الكبرى.

في مباراة المغرب، لم تكن زامبيا سيئة، بل حاولت العودة في الشوط الثاني، وسجلت هدفًا، لكن خبرة المغاربة وقوة خط الوسط حالت دون ذلك.

تحليل فني: مفاتيح الفوز المغربي

من أبرز النقاط التي صنعت الفارق لصالح المغرب في هذه المواجهة:

  1. الانضباط التكتيكي: تحرك اللاعبين بشكل جماعي، والالتزام بالتعليمات الدفاعية والهجومية.

  2. التنويع في الهجوم: اللعب من الأطراف والعمق، واستغلال سرعات الأجنحة.

  3. الحسم أمام المرمى: استغلال الفرص القليلة وتحويلها إلى أهداف، وهي نقطة تفوق واضحة.

  4. الضغط العالي: الذي أربك دفاع زامبيا ومنعهم من البناء المنظم للهجمات.

البعد النفسي والمعنوي

دخول المغرب المباراة وهو حامل لقب النسخة السابقة أعطاه دفعة معنوية كبيرة، وخلق حالة من الثقة داخل صفوفه. بينما زامبيا شعرت بحجم التحدي، وربما تأثرت قليلاً بضغط المباراة، ما أدى إلى بعض التمريرات الخاطئة وفقدان التركيز في لحظات حاسمة.

الجماهير والإعلام: تفاعل كبير مع اللقاء

رغم أن بطولة الشان لا تحظى بنفس الصدى الإعلامي ككأس الأمم، إلا أن المباراة بين المغرب وزامبيا جذبت اهتمامًا واسعًا، خصوصًا من الجماهير المغربية التي تعوّدت على رؤية منتخباتها تنافس على كل الأصعدة.

الإعلام المحلي سلط الضوء على المباراة باعتبارها اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنتخب المحلي على المضي قدمًا نحو اللقب.

لقاء يُرسّخ هيبة الكرة المغربية

مباراة المغرب ضد زامبيا في بطولة أمم إفريقيا للمحليين لم تكن مجرد محطة عابرة، بل كانت علامة فارقة في مشوار “أسود البطولة” نحو التتويج. اللقاء أبرز الفوارق بين منتخب مبني على مشروع طويل الأمد، ومنتخب موهوب يسعى للثبات.

هي مواجهة أكدت أن التفوق في الكرة الحديثة لم يعد فقط بالموهبة، بل بالبنية، والانضباط، والرؤية الواضحة، وهي جميعًا عوامل امتلكها المنتخب المغربي في تلك الليلة.